العجوز والشاة.
الاب مانويل ومسلم
كانت عجوز تملك (شاة) تعيش من حليبها. ويوما ارادت ان تجزّ صوفها دون خبرة سابقة. وبينما هي تجزّها جرحتها جرحا عميقا تدفق على اثره الدم غزيرا. قالت الشاة للعجوز:" ماذا ينفعك الان دمي مع الصوف؟ إن كنت تريدين صوفي فخذيني الى الجزّاز وان اردت لحمي فخذيني الى الجزار فهو وان ذبحني لا يعذبني كل هذا العذاب.
كان يجب على منظمة التحرير ان تتبادل المشورة مع الشعب قبل اتخاذ قرارات مصيرية مثل اتفافية اوسلو ودخول المنظمة الى قفص الاحتلال والاعتراف باسرائيل على حدود الخط الاخضر.... للاسف وحدهم قرروا مصيرنا.
قادتنا صنعوا بنا ما صنعت العجوز بالشاة: أدْمونا وأفقرونا؛ اعتمدوا الكفاح المسلح سنين طويلة فذبحونا بألم شديد لأنهم ما كانوا يُتْقنون استخدام سكين الجزار. كانت هذه هي خبرتهم العسكرية المحدودة! ثم انقلبوا الى جزّازين في اوسلو فشلّحونا كرامتنا ومالنا الاستراتيجي وثلاثة ارباع وطننا. كانت هذه هي خبرتهم السياسية المحدودة.
الشعب الفلسطيني رجّب بهم حين عادوا من الشتات الى الوطن ولكن كان على الشعب ان يجعلهم جزءا منه لا حكاما وقادة له. كان وضع الشعب قبل عودتهم افضل مما عليه الان.
ما العمل يا شعبنا؟ نحن لسنا شاة حلوبا لهؤلاء ليجزّونا او يذبحونا. لدينا خيار ناجع:" بناء منظمة التخرير بانتخاب مجلس وطني يفرز لجنة تنفيذية ورئيسا للمنظمة. ثم ينتخب رئيسا للصندوق القومي. والمجلس المركزي الذي ينبثق من المجلس الوطني هو برلمان شعبنا.
هذا الخيار هو الطريق فاسلكوه جميعا في الوطن والشتات؛ فتتوقف السلطة العجوز والمجلس الوطني العجوز واللجنة التنفيذية العجوز والمجلس المركزي العجوز عن حلبنا او جزّ رؤوس بنادقنا وكرامتنا وعنفواننا الوطني ومقاومتنا. الذي يوقف البلدوزر الاسرائيلي عن هدم منازلنا ليست الخُطب الرنانة ولا اللجوء الى مجلس الامن ولا محكمة الجنايات الدولية، ولا وقف تنفيذ الاتفاقات مع الكيان الاسرائيلي. الشعب يريد انهاء اوسلو وارهاصاتها وتغيير مسار السلطة والمنظمة مع الغازي الصهيوني.
المقاومة على الارض وليس في الافواه فقط تُخْرِس البلدوزر الهدّام.
